[[ يــــومـ من مذكــــرات شــــارع ]]

إنــــــهـ يــوم من مذكـــرات شـــارع
بهـ الكثير من الاحداث وبهـ الكثير من الشخصيــات
فهنـــا يحكي ( الشــارع ) جزءا من يــومهـ
فلنتـــابع معا ماذا حدث ،، في ذلكــ اليومـ على أرض ذلكـ الشارع






خرج (فلان الزهقان) من المنزل مسرعاً لأنه تأخر على الدوام فرمى كيس القمامة الذي بيده بجانب الحاوية وليس فيها (مسكين مستعجل مش قصده)
ليكمل طقم الأكياس المصفوفة حول الحاوية (معلش بردو مستعجلين).
وهو بالطريق التقى بعامل النظافة ولم يخجل من نفسه أنه رمى كيس القمامة خارج الحاوية بل أكمل طريقه وكأنه لم ير شيئاً.

ثم وقف على الرصيف لينتظر باص المواصلات ، ركب فلان الزهقان الباص وقد كان ممتلئاً ،
بينما هم في الطريق كان هناك إمرأة تحمل طفلها تحت الشمس وعلى بعد متر منها كانت تقف فتاة تلبس بنطالاً ضيق ونظارات شمسية ؛
فترك السائق المرأة الأولى وأخذ الأخرى ، دخلت الفتاة الباص وأخذ الجميع يحدق بها وبملابسها ، حتى السائق كان ينظر إليها من المرآة ،
وطبعا لا يخلو الأمر من تعليقات الشباب التافهة حول الفتاة وملابسها .

في الطريق أشعل فلان سيجارة وبدأ يدخن.

السائق: يا أخي ممنوع التدخين اطفي السيجارة .

فلان الزهقان: أنا بدخن عند الشباك مش مضايق حد.

السائق: بالنسبة لي مضايقني.

فلان الزهقان: ليه هو أنا بدخن بمناخيرك ؟ لما توصلك ريحة الدخان تعالى قولي

السائق: شكلك ناوي تعمل مشكلة من الصبح ، شوف لو مش هتطفي السيجارة هرميك من الشباك الي قاعد جنبه.

فلان الزهقان: طب والله مانا طافبها عايز ترميني انا يا تيـــــــــــــــــــــــــــت يابن ال تتـــيــــــــــــــــــــــــت تيــــت .
اشتعل السائق غيظا و فجأة أوقف الباص فطار جميع الركاب من أماكنهم

السائق: انت واحد تيـــــــــــــــــــــت تــيــــــــــــــــــــــت يلعن ابو التيـــــــــــــت
رماد سيجارة واحدة خلّف نارأ مشتعلة بين السائق وفلان الزهقان .


خرج جميع الركاب من الباص وحاول البعض تهدئة الموقف أما الباقون فدبروا أنفسهم بمواصلات أخرى ، وكان من بينهم معلمة فاضطرت أن تأخذ تاكسي نظراً لضيق الوقت .

ركبت التاكسي وكان التاكسي يهتز من علو صوت الاغاني

المعلمة: ياريت أخي تطفي المسجل لاني مش بسمع أغاني.

تضايق السائق من طلبها وقال: بس أنا بحب أسمع

المعلمة: طيب لو سمحت وطي الصوت لانه مزعجني

السائق: الزرار بتاع الصوت معلق مش بيشتغل يا ابلة

همست المعلمة بنفسها وقالت : الله ينتقم منك .

بينما هم في الطريق تجاوزت احدى السيارات المسرعة من أمام التاكسي
فـ أخرج السائق رأسه من الشباك وقال: يا ابن ال تيـــــــــت تيــــــــت ،
يخربيـــــــت ام التيـــــــــــــــــــــــت

فجر كل ما لديه من طاقة في السب ثم أكمل طريقه وأخذ المعلمة من طريق طويلة جدا استغرقت وقتا أطول من المعتاد وعندما وصلت المعلمة الممدرسة تفاجأت بالحساب .

المعلمة: انت واحد نصاب أخدتني من طريق طويلة عمدا

السائق : احترمي نفسك انا ما نصبتش عليكي هو الحساب كدة

رمت المعلمة الحساب في وجه السائق وقالت: الله لا يهنيك ولا يباركلك فيهم .

دخلت المعلمة الى المدرسة وهي منزعجة من هذا اليوم المشؤوم.


كانت الطالبات في الشارع في طريقهن الى المدرسة ايضاً وعلى الجانب الآخر شباب(من بتوع المعاكسات) يلحقون بهم .

الشباب: صباح الفل يا فل .... ايه المشية الحلوة دي........ على مهلك وانت ماشية

وانت يا جميل ليه مكشر ... عبرينا بكلمة حلوة طيب.....

طالبة من الطالبات: احترم نفسك يا حـ... يا قليل الادب وامشي بطريقك وانت حاطط لسانك في بؤك .

الشباب: روق يا حلو مش حلوة عليك العصبية

طالبة أخرى: غور من هنا يا حــ... يا ابن الشوارع يا تيـــــ...ــــــت

ضحك الشباب وهم ينظرون الى الفتيات الغاضبات وكانت الشتائم كالعسل على قلوبهم ، ثم دخلت الطالبات المدرسة .

هكذا انتهى يوم أقصد ربع يوم من مذكرات شارع ،
ففي الشوارع كل شيء شائع









لنعكس الصورة الآن ونعيد الشريط من البداية ولكـــن بطريـــقة اخرى ومع شارع اخر ،، لنرى ماذا حدث مع ذلكـ الشارع،،




خرج (فلان الفرحان)من المنزل مسرعاً لأنه تأخر على الدوام فرمى كيس القمامة الذي بيده في داخل الحاوية
وفوجئ عندما رأى منظر الاكياس الملقاة على الأرض وقال بتأسف:
لاحول ولا قوة الا بالله ، الله يهدي الناس دي ما عندهمش لا رحمة ولاذوق مع عامل النظافة .

ثم أخذ الاكياس ورماها في داخل الحاوية وأكمل طريقه لينتظر باص المواصلات وهو يدعو أذكار الصباح ويسأل الله الرزق والتوفيق.
بينما هو في الطريق التقى بعامل النظافة ابتسم بوجهه وقال: صباح الخير يا عم حسن يعطيك العافية.
حسن: صباح النور الله يعافيك ويوفقك يارب .

ركب فلان الفرحان الباص وكان ممتلئاً ، فبينما هم في الطريق
إذ بإمرأة تحمل طفلها تحت الشمس وعلى بعد متر منها فتاة تلبس بنطالا ضيقا ونظارت شمسية ،
فوقف الباص عند المرأة الأولى وترك الأخرى متعمدا خوفاً عليها من نظرات شباب الباص وتعليقاتهم.

في الطريق أشعل فلان الفرحان سيجارة وبدأ يدخن.
السائق: لو سمحت يا اخي ممكن تطفي السيجارة لانه ممنوع التدخين

فلان الفرحان: بس أنا بدخن عند الشباك

السائق: الباص مليان ركاب والريحة بتزعجهم وأنا بهمني راحة ركابي.

فلان الفرحان: ولا يهمكـ يا باشا هطفيها


السائق :تسلم يا غالي الله يخليك ... الله يكرهك بالدخان ويبعدك عنه زي ما بعدت عنه

فلان الفرحان: ليه حضرتك كنت مدخن ؟

السائق: أنا كنت مدمن سجاير بس ربنا تاب عليا وبطلت الحمد لله لانه كان .....
وبدأ السائق يروي له قصة تركه للتدخين وكان الجميع منصت لحديثه ، ربما استفاد البعض ربما لا المهم أنه كان يتحدث في موضوع مهم فيه مصلحتهم .

في الطريق توقف الباص فجأة وتعطل فنزل جميع الركاب وحاول الرجال مساعدة السائق في اصلاح الخلل ، فكان هناك روح أخوة وتعاون جميل بالرغم من أنهم تعطلوا عن أشغالهم .
أما النساء فدبرن أنفسهن بمواصلات أخرى وكان من بينهن معلمة فاضطرت أن تأخذ تاكسي نظراً لضيق الوقت .
ركبت التاكسي وانزعجت من صوت الاغاني العالي التي يضعها السائق.
المعلمة: لو سمحت أخي تطفي المسجل لاني مش بسمع اغاني.

السائق:من عينيا (أطفأ المسجل ووضع على محطة قرآن)

في الطريق تجازوت سيارة مسرعة من أمام التاكسي وكانت على وشك الاصطدام به ، فابتعد السائق عنها وتفادى الموقف .

السائق: الله ستر كان هيضيع نفسه ، الله يهدي الشباب دائما متهورين .
وصلت المعلمة المدرسة ولكنها لاحظت ان الطريق كان جدا قصير.
فقالت : غريبة وصلنا بسرعة

السائق: ما أنا مشيت من طريق مختصر عشان أوفر عليكي

المعلمة: الله يجزيك الخير بارك الله فيك.

حاسبت السائق وتركت له البقشيش اكراما له ودخلت المدرسة، في الشارع كانت الطالبات في طريقهن الى المدرسة أيضاً ، وكان خلفهم مجموعة شباب يقومون بمعاكستهم.

الشباب: صباح الفل يا فل .... ايه المشية الحلوة دي........ على مهلك وانت ماشية
وانت يا حلو ليه مكشر ... عبرينا بكلمة حلوة.....والخ

ولكن كانت الطالبات يمشين في استحياء وأدب ولم يتفوهن بأي كلمة أو يجادلن الشباب في الشارع . ولكن احد الشباب استمر في المعاكسة.

فقالت إحدى الطالبات له: والله مش حلوة يا أخي تلحق بنات مؤدبات في الشارع رايحين يتعلموا وما أظنش ترضاها لأختك ينحقاللها الكلام دة في الشارع ، ياريت تسيبنا في حاالنا وتمشي بطريقك لو سمحت.
خجل الشباب من أنفسهم واعتذروا للفتاة ومشوا في طريقهم.


من الجميل أن تتواجد الإيجابية حتى في الشارع
لا أعتقد أننا إذا تصرفنا بأدب وذوق سنلقى العكس إلا نادراً






ما ذكرته اليوم في هو نقطة في بحر من سلبيات الشارع لذلك وقبل أن أختم أود أن أسألكم ومن ثم أسأل نفسي هذه التساؤلات:



لماذا اقترن الشارع بالمسبات البذيئة والألفاظ المشينة؟


لماذا أصبحت الأخلاق والنظام والنظافة والذوق كلمات مفقودة من قاموس الشارع؟


إلى متى ستبقى شوراعنا مليئة بهذه السلبيات ؟


وما رايكمـ بهذه السلبيــات ؟


صدقاً لا أعرف الإجابة القاطعة على هذه التساؤلات و لكــنني أعرف شيئاً واحداً

وهو إذا صلح الفرد صلح المجتمع

،،،،
أرجـــو أن تشرفــوني بآرائكم
تحيــــــــــــــــــــــاتي

(الفكــرة منقــولة مع التحرير)