نقلا عن انباء الخليج
ظهر
وائل غنيم أو “وائل غوغل”، أحد أبرز مطلقي حركة الاحتجاج ضد النظام في مصر
عبر الشبكات الاجتماعية على الانترنت، على التلفزيون ليل الاثنين/الثلاثاء
فروى فترة اعتقاله في سجن أمن الدولة، وبكى رفاقه الذين سقطوا فأبكى
ملايين المصريين .
وبعدما
أمضى عشرة أيام في السجن، وبعدما طالبت منظمة العفو الدولية بإطلاق سراحه،
أفرج عن الشاب وائل عصر الاثنين، وظهر قبيل منتصف الليل على شاشة قناة
“دريم” .
وقال
غنيم مدير التسويق الإقليمي لشركة “غوغل الشرق الأوسط” إنه ترك مكان عمله
في الإمارات العربية المتحدة متذرعا بأسباب عائلية وجاء إلى القاهرة قبل
أيام من اعتقاله لمواكبة التحرك المناهض للرئيس .
وأضاف
غنيم “إنه موسم التخوين، كان الضباط الذين يحققون معي لا يصدقون أنني
أتصرف بمبادرة شخصية مني مع زملاء لي مثلي، أنا متهم بتنفيذ أجندات خارجية،
إلا أنهم مع الوقت اقتنعوا بأنني لست خائنا ولا عميلا” . وأكد انه لم
يتعرض للتعذيب . وقال “ربما تنتظرون مني أن اخلع قميصي لأكشف لكم عن حروق
في جسدي من آثار التعذيب، لا، لم يعذبوني ولم يلمسوني” . وأضاف “أنا لست
بطلاً، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في
شوارع مصر” .
وبدا
الشاب النحيل، قصير القامة وأشعث الشعر بعينين غائرتين تعبا بعد أحد عشر
يوماً أمضاها في سجون أمن الدولة . ورغم الإرهاق تماسك خلال المقابلة .
ولما عرضت صور شبان من أصدقائه قتلوا في المواجهات، أصيب بالصدمة وأجهش
بالبكاء لدقائق طويلة، وقال بصوت مخنوق بالكاد مفهوم “أنا اعتذر من أهل
الشهداء من أقاربهم من أحبائهم، أنا دعوتهم إلى النزول إلى الشارع” .
وانحنى على الطاولة، بكى لدقائق وبصوت عال من دون أن يلتفت إلى المذيعة .
تمتم ببضع كلمات “والله العظيم دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد متبت (متشبث)
في الكرسي ومش عايز يسيبه (يتركه)” . ثم قال وهو يبكي بصوت عال “عايز أمشي”
. وغادر الأستوديو على الهواء، خلال المقابلة .
وقبل
انسحابه لم يخف وائل غضبه، وكشف أنه قال لسجانيه والمحققين معه إن “خطفي
جريمة وإذا كان لا بد من أن اعتقل يجب أن يكون حسب القانون . لست إرهابياً
ولا مهرب مخدرات حتى يطبق علي قانون الطوارئ” . وأضاف راوياً حواره مع
الضباط الذين حققوا معه “أنا من يدفع رواتبكم لأنني أنا أدفع ضرائب وجميع
المسؤولين موظفون ويحق لكم محاسبتهم” .
وعن
استقبال وزير الداخلية محمود وجدي له عقب إطلاق سراحه وقيام الأمين العام
الجديد للحزب الوطني حسام بدراوي باصطحابه إلى منزله، يقول وائل إن “وزير
الداخلية كلمني من دون أن يعتقد بأنني تافه وضعيف، بل كان متأكداً أنني شخص
قوي والفضل لشبان الميدان، وهم أيضاً الذين جعلوا حسام بدراوي يوصلني إلى
منزلي” .
ونقل
وائل حواره مع بدراوي، وروى “قال لي أخرجنا كل السيئين من الحزب فقلت له
أنا لا أريد أن أرى شعاراً واحداً للحزب الوطني في أي شارع من شوارع مصر،
على كل من يعتبر نفسه جيداً أن يخرج من صفوف الحزب الوطني وأن يؤسس حزباً
آخر” .
كما
قال لوزير الداخلية إن “النظام السياسي لا يخاطبنا بل يقول لنا اسكتوا
كلوا وعيشوا، لا نثق بكل كلام يصدر عن المسؤولين، كله كذب باعتبار أنه ليس
من الضروري أن يعرف المواطن الحقيقة” . ووصف النظام بأنه “يملك منظومة
لإعدام كرامة المصريين” .
وقال
وائل “الوقت ليس وقت تصفية الحسابات، قد أكون راغباً بأخذ حقي من أناس
كثر، إلا أن الوقت ليس لتصفية الحسابات ولا لتقسيم الكعكة ولا لفرض
الإيديولوجيات، إنه وقت المطالبة بالحقوق” .
وأضاف “تعاملت مع أشخاص محترمين في أمن الدولة وإذا حصل التغيير سيكون هؤلاء أشخاصاً جيدين” .
وبعد
انسحاب وائل، قال السيناريست والشاعر المصري مدحت العدل والدمع في عينيه
“أخجل من جيلي الذي لم يتمكن من القيام بما قام به وائل ويقوم به جيله” . (أ .ف .ب)
"استقبال الأبطال" لوائل غنيم في ميدان التحرير
استقبل
الناشط وائل غنيم استقبال الأبطال لدى وصوله عصر أمس، إلى ميدان التحرير .
وقال شهود إن آلاف المتظاهرين تدافعوا لتحية وائل غنيم بمجرد علمهم بوجوده
في الميدان، وأخذوا يصفقون والدموع في أعينهم ويهتفون “تحيا مصر . . تحيا مصر” .
وأفادوا
أن غنيم تحدث إلى المتظاهرين قائلا “لست بطلا، أنتم الأبطال، أنتم الذين
بقيتم هنا في الميدان” . وأضاف “لازم تفضلوا مصرين على مطالبنا، علشان خاطر
شهدائنا لازم نفضل مصرين على مطالبنا” .